تاونسيت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كلّ القوةِ في إحكامِ الرمي وإصابةِ الهدف

اذهب الى الأسفل

كلّ القوةِ في إحكامِ الرمي وإصابةِ الهدف Empty كلّ القوةِ في إحكامِ الرمي وإصابةِ الهدف

مُساهمة من طرف mouradmerzougui السبت يونيو 18, 2016 2:27 am

قال تعالى:
﴿ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ
[سورة آل عمران الآية: 151 ]
وقال عليه الصلاة والسلام:
((نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسِيرةَ شَهْرٍ))
[ أخرجه البخاري عن جابر ]
وحينما لا تَّتبع أمتُه سُنتَه من بعده ربما تُهزم بالرعبِ مسيرةَ عام. بل إن النبي صلى الله عليه وسلم أشار إلى أن القوةَ كلَّ القوةِ في إحكامِ الرمي وإصابةِ الهدف، وهو مقياس خالد للقوة، وهو عنصر أساسي في كسبِ المعارك مهما اختلفت أنواعُ الأسلحة وتطورت مستوياتُها الفنّيةْ، فعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ:
(( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ))
[رواه مسلم عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ]
وعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
((إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُدْخِلُ بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ الْجَنَّةَ صَانِعَهُ يَحْتَسِبُ فِي صَنْعَتِهِ الْخَيْرَ وَالرَّامِيَ بِهِ وَمُنْبِلَهُ وَارْمُوا وَارْكَبُوا وَأَنْ تَرْمُوا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَرْكَبُوا لَيْسَ مِنْ اللَّهْوِ إِلَّا ثَلَاثٌ تَأْدِيبُ الرَّجُلِ فَرَسَهُ وَمُلَاعَبَتُهُ أَهْلَهُ وَرَمْيُهُ بِقَوْسِهِ وَنَبْلِهِ، وَمَنْ تَرَكَ الرَّمْيَ بَعْدَ مَا عَلِمَهُ رَغْبَةً عَنْهُ فَإِنَّهَا نِعْمَةٌ تَرَكَهَا أَوْ قَالَ كَفَرَهَا ))
[ رواه الإمام أحمد في مسنده وأبو داود والنسائي عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ]
الله جلّ جلاله لم يكلِّفْنا أن نُعِّدَ القوةَ المكافئةَ لأعدائنا ولكن كلَّفنا أن نُعِدَّ القوةَ المتاحةَ:
والآن دققوا ـ أيها الأخوة ـ في هذا الاستنباط من قوله تعالى:
﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ﴾
إن الله جل في عُلاه لم يكلِّفْنا أن نُعِّدَ القوةَ المكافئةَ لأعدائنا، ولكن كلَّفنا أن نُعِدَّ القوةَ المتاحةَ، وهذا من رحمة الله بنا، وعلى الله أن ينجز وعده بالنصر. 
كما أن من الواجبِ علينا أن نبحث في كل مظنَّةِ ضَعْفٍ عن سببِ قوةٍ كامنةٍ فيه، ولو أخلصَ المسلمون في طلبِ ذلك لوجدوه، ولصار الضعفُ قوةً، لأنّ الضعفَ قد ينطوي على قوةٍ مستورةٍ يؤيِّدها اللهُ بحفظِه ورعايته، فإذا قوةُ الضعفِ تَهُدُّ الجبال، وتدكُّ الحصون، قال تعالى: الضعف قد ينطوي على قوة
﴿ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً 
[ سورة الفتح الآية : 7 ]
إن الحديثَ عن القوةِ النابعةِ من الضعفِ ليس دعوةً إلى الرضا بالضعفِ، أو السكوتِ عليه، بل هو دعوةٌ إلى استشعار القوة حتى في حالة الضعف، وربما صحَّت الأجسامُ بالعلل، فينتزع المسلمون من هذا الضعف قوةً تحيل قوةَ عدوّهم ضعفاً، وينصرهم اللهُ نصراً مبيناً، قال تعالى:
﴿ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ
[ سورة القصص الآية : 5 ]
هذه الحقائقُ المستنبَطةُ من القرآن الكريمِ هي منهجُ الله لخلقِه، وتلك التوجيهاتُ التفصيليةُ والتوضيحيةُ التي جاءت في سنةُ نبيِنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وهذه المواقفُ الأخلاقيةُ الرائعةُ والحكيمةْ التي وقفها المصطفى صلى الله عليه وسلم أسوتُنا وقدوتُنا، وتلك البطولاتُ الفذَّةُ التي ظهرت من أصحابه الكرامِ، أمناءِ دعوتِه، وقادةِ ألويته، هذه كلُّها نضعها بين أيدي أبناءِ أمتِنا العربيةِ والإسلاميةِ، وهي تخوض المعاركَ تِلوَ المعاركِ مع أعدائها أعداءِ الحق والخيرِ.
الصدق والإخلاص مع متابعةِ الرسول صلى الله عليه وسلم هيَ سُلَّمٌ للفلاح:
العمل مفتاح النجاح
لأنَّ البكاءَ لا يُحيي الميتَ، ولأن الأسف لا يَردُّ الفائتَ، ولأن الحزنَ لا يدفعُ المصيبة، ولكنَّ العملَ مفتاحُ النجاحِ، والصدقَ والإخلاصَ مع متابعةِ الرسول صلى الله عليه وسلم هيَ سُلَّمٌ للفلاح، قال تعالى:
﴿ وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
[ سورة التوبة الآية : 105 ]
هذه الحقيقةُ الأساسيةُ أشار إليها السيدُ الرئيسُ في مؤتمر القِمة الإسلامي الثاني فقال: يواجِهُ العالمُ الإسلاميُ اليومَ تحدياتٍ كبيرةً تستهدفُ الإسلامَ وما يمثِّلُه من قيمٍ نبيلةٍ، وما يدعو إليه من أخوّةٍ وعدالةٍ ومساواةٍ وحرية، وإذا كان من واجبنا أن ندافعَ عن ديننِا فإنّ لنا فيه يَنبوعَ قوةٍ ومصدرَ إلهام في مواجهةِ كلِّ ما يقابلُنا من أخطارٍ وتحدياتٍ، وقد جاء في الحديث الشريف:
((إِنَّ الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضاً، وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ))
[ أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي موسى الأشعري ]
وأما السلامُ الذي نُدعى إليه فنحن حريصون عليه راغبونَ فيه، على أن يكون سلاماً عادلاً، تُسترجَع قبلَه الأرضُ، وتُستردُّ فيه الحقوقُ، وتتوافرُ فيه الكرامة. وإن تعنُتَ إسرائيلَ أوصَلَ عمليةَ السلام إلى طريقٍ مسدودٍ ـ فهي ترفض رفضاً مطلقاً كلَّ مقومات السلامِ، وتنهج نهجَ المراوغةِ والخداعِ، وتستفزّ الضميرَ الإسلاميَ والعربيَ والإنسانيَ بإنشاءِ مزيدٍ من المستوطناتِ، إن الخلاص يكون في الإسلام الذي عندما كنا متمسكينَ به لم يستطع أحدٌ أن يُذلَّنا، الإسلام دين الحق والعدالة والمساواةِ بين البشر، الإسلام مصدُر قوةٍ لنا جميعاً، إن هذا يفرِض علينا أن نناضلَ بكل قِوانا وبصدقٍ و إخلاصٍ لحماية الدين الحنيفِ من هذه المؤامراتِ الاستعماريةِ، لنحفظ له مهابتَه وجلالَه، وليبقى مصدرَ عزةٍ و قوةٍ للمسلمين، وليبقى حافزاً لتقدُّمِهم في كل مجال.
والحمد لله رب العالمين

mouradmerzougui
الإدارة العامة
الإدارة العامة

عدد المساهمات : 953
تاريخ التسجيل : 11/06/2016

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى