تاونسيت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

هل انت مستعد للقاء الله ؟

اذهب الى الأسفل

هل انت مستعد للقاء الله ؟ Empty هل انت مستعد للقاء الله ؟

مُساهمة من طرف mouradmerzougui الجمعة يونيو 17, 2016 2:20 am



هل انت مستعد للقاء الله ؟هل تزودت ليوم الحساب ؟هل تخففت من حمل الذنوب؟


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسناومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.. أمابعد: 

أخي الكريم: ماأحوجنا إلى وقفة متأملة.. مع حقيقة الموت.. تلك الحقيقة المرّةالتي يرحل بها الإنسان من حياة إلى أخرى.. ومن دارإلى دار. 

تلك الحقيقة التي حيّرتالعقول.. وحطّمت أماني الخلود.. وأجبرت الناس على اختلاف منازلهم أن يروا الحياة محطة عابرة.. لا خلود فيهاولا قرار. 

ففريق منهم أدرك سرّالحياة.. فآمن بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ نبياًورسولاً، وعلم من دينه أن الحياة رحلة ابتلاء،يعبرها المؤمن مسافراً إلى ربه، يرجوزاداً يبلغه إليه سالماً غانماً. 
وفريق منهم أدرك تفاهة الحياة، وقصرها، واندثارها، بَيْدَ أنه ضلّ الطريق،فاتخذها قراراً، ورضي بها منزلاً، ولم يعمل لزاد رحلته حساب! فهو في تناقض واضطراب،وتضادٍّ وعذاب. 
أخي الكريم: فمن أي الفريقين أنت؟ وهل أعددت زاداً للرحيل؟
أنت عابر سبيل
فرسول الله يوصيك أن تكون كذلك،ويقول: (كن في الدنيا كأنك غريبأو عابر سبيل[رواه البخاري]، وابن عمر رضي الله عنهما الذي وجه إليه رسول الله هذه الوصية يقول: ( إذاأمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظرالمساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك )رواه البخاري

أخي: وسواءأعددت نفسك من العابرين لسبيل الحياة أم أعددت نفسك من الخالدين المقيمين.. فأنت في النهايةسترحل ! وفي سائر الحالات أنت عابرها ! فمُنى الخلود.. كالظل الزائل.. وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مّنقَبلِكَ الْخُلْدَأَفَإِن مّتَّفَهُمُ الْخَالِدُونَالأنبياء:34. 
هكذا خلق الله الحياة.. وهكذا أرادها.. كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبَقَى وَجْهُ رَبِكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ الرحمن:27،. 

الكل وإن طالت الأعمارراحل، وبريق الدنيا مهما لمع زائل، وعمودها مهما استقام مائل. 


دخل رجل على أبي ذر فجعل يقلب بصره في بيته، فقال: يا أبا ذر، أين متاعكم؟ قال: ( إن لنا بيتاً نوجه إليه صالح متاعنا )، قال: إنه لا بد لك من متاع ما دمت هاهنا،قال: ( إن صاحب المنزل لا يدعنا فيه )

فتأمل أخي في هذا الفقه النبيه إذ قال أبو ذر: ( إن صاحب المنزل لا يدعنا فيه !) فالمنزل الدنيا.. وصاحبها هو الله، وقد قال الله تعالى: إِنَّمَاهَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاع وَإنَّ الآخرةَ هِي دَارُالْقَرَارِ[غافر:39]،وهل يزين عاقل محطة عبور هو يدرك أنه عن قريب سيتركها؟!.
ودخلوا على بعض الصالحين، فقلبوا بصرهم في بيته، فقالوا له: إنا نرى بيتك بيت رجل مرتحل، أمرتحل؟، فقال: لا، أطرد طرداً. 

وقال عمر بن عبدالعزيز: ( إن الدنيا ليست بدار قراركم، كتب الله عليها الفناء،وكتب على أهلها منها الظعن، فأحسنوا رحمكم الله منهاالرحلة بأحسن ما بحضرتكم منالنقلة، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى).

وأحسن منه قول النبي: {مالي وللدنياإنما مثلي ومثل الدنيا كمثل راكب قال في ظل شجرة ثم راح وتركها .رواه الترمذي وأحمد

أخي: أنت معنيّ بالرحيل على كل حال، أيامك تسوقك إليه، وخطواتك تقبل بك عليه،وأنت في الحياة مجبور على العبور، وخاضع لموت مقدور. 

موتك فاصل بين حياةوحياة.. وليس هو نهاية المطاف.. بل هو نقلة تسير بك إلى عالم جديد.. عالم البرزخ بما فيه من هول القبر وسؤاله.. وهول البعث وأحواله.. وطول الحساب وجلاله.. 
أَفَحَسِبْتُمْ أنَّماخَلَقْنَاكُم عَبَثاً وَأنكُمْ إلَينْاَ لاتُرْجَعُونَ[المؤمنون:115. 

لأجل فهم هذه الحقيقةأخي بعث الله النبيين والرسل، كلهم اتفقوا على بيان هذه الحقيقة لقولهم: يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَامَتَاع وَإنَّ الآخِرةَ هَيَ دَارُالْقَرَارِ [غافر:39. 

لا تغفل فإنك لم تخلق سدى، وإذا رأيت الناس قد سخّروا فِطنَتَهم للدنيا،فاستعمل فِطْنَتك في الآخرة.. تفكر في رحيلك.. واجعل همك كل همك في معادك.. تذكر أن الموت يأتي على غرة.. وأعدّ لفجأته حساباً ! 

تفكر في لحظة احتضارك.. بم قد يختم لك.. وكيف يكون وقتها حالك ! 
تأمل فيالناس وقد تمايلت بحملك أكتافهم.. إذ حملوك.. فأقبروك ودفنوك وودعوك.. ولم يملك لك أحدهم نفعاً ولا ضراً.. 

كيف ستلاقي يومها ربك؟!
كيف ستدخل عالم البرزخ وحدك؟! كيف تجيب؟! 

وهل ستسعد وقتها أم تخيب؟! 

اعرض أعمالك وانظر ماذا قدمت.. بَلِ الإنسانُ عَلَى نَفْسِهِ بصيِرة[القيامة:14. 

قال ابن الجوزي رحمه الله في نصيحته لابنه: ( ومن تفكر في الدنيا قبل أن يوجدرأى مدة طويلة، فإذا تفكر فيها بعد أن يخرج منها رأى مدة طويلة، وعلم أن اللبث في القبور طويل فإذا تفكر في يوم القيامة علم أنه خمسون ألف سنة، فإذاتفكر في اللبث في الجنة والنارعلم أنه لا نهاية له، فإذا عاد إلى النظر في مقدار بقائه في الدنيافرضنا ستين سنة مثلاًفإنه يمضي منها ثلاثون سنة في النوم ونحو من خمس عشرة من الصبا، فإذا حسب الباقي كان أكثره الشهوات والمطاعم والمكاسب، فإذا خلص ما للآخرةوجد فيه من الرياء والغفلة كثيراً، فبماذا تشتري الحياة الأبدية؟ وإنماالثمن هذهالساعات !! ) [لفتةالكبد لابن الجوزي:16. 


أجل أخي هي ساعات معدودات.. تحملك وتسوقك وتطوي بك مراحل الطريق.. وكلما انقضت ساعة انقضت مرحلة.. 


وكتب بعض السلف إلى أخ له: ( يا أخي يُخيل لك أنك مقيم، بل أنت دائب السير،تُساق مع ذلك سوقاً حثيثاً، الموت موجه إليك، والدنيا تطوى من ورائك، وما مضى من عمرك، فليس بكار عليك حتى يكرعليك يوم التغابن)

زادك في هذا الرحيل

أخي.. يا من أيقن قلبك بطول السفر، وعلمت أنك إلى الله عائد ومحتضر، لاتناقض بأعمالك يقينك، ولا تدع الغفلة تنخره وتضعفه، حتى تنسيك زادك ومعادك. 

فإن أقواماًأنستهم الغفلة زاد الرحل فقال الله لهم عند القدوم عليه: لَقَدْ كُنتَ فيِ غَفْلَةٍ مّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَومَ حَدِيِدق:22. 

قال الفضيل بن عياض لرجل: ( كم أتت عليك؟ ) قال: ستون سنة، قال: ( فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك يوشك أن تبلغ )، فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون. فقال الفضيل: ( أتعرف تفسيره !؟ تقول: أنا لله عبد وإليه راجع، فمن علم أنه لله عبد وأنه إليه راجع فليعلم أنه موقوف، ومن علم أنه موقوف، فليعلم أنه مسؤول، ومنعلم أنه مسؤول، فليٌعِدّ للسؤال جواباً ). فقال الرجل: فما الحيلة؟ قال: ( يسير ). قال: ماهي؟

قال: ( تحسن فيما بقي يُغفر لك ما مضى، فإنك إن أسأت فيما بقي، أُخذتبما مضىوبمابقي .... وأنت أخي أيضاً عبدلله.. وعائد إليه.. يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِح إلى رَبِكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ الانشقاق:6.. أحسن فيما بقي يغفر الله لك ما مضى.. ربك حليم غفور.. تواب كريم.. يحب التائبين.. ويبدل سيئاتهم حسنات.. ويعفوعن الخطاياوالزلات.. 

فبادر أخي.. بتوبةصادقة مع الله.. أظهر له فيها عزمك على طاعته.. وندمك إلى معصيته.. وحبك لدينه.. واسأله برحمته فإنه لا أحدأرحم منه.. وبإحسانه ونعمه.. وبينله ضعف حيلتك.. وشدة افتقارك إليه.. واعلم مهما كانت ذنوبك.. فهو يغفرالذنوب جميعاً. 

أسرع أخي بالتوبة.. فإنه زاد الرحيل الأول.. وبدونها لن تظفر بزاد. بادر قبل
بغتة المنية.. وحلول الحسرة والعذاب ! 

قًل يَا عِباديَ الَّذينَأَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاتَقْنَطُوا من رّحْمة الله إنَّ الله يَغْفرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاًإنَّهُ هُوَالغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأنيُُبوا إلى رَبِكُمْ وَأسْلُموا لهُ مِن قَبْلِ أنيَأتَيِكُمُ الْعَذَابُ ثُمّ لا تُنصَرُونَ (54) وَاتَّبعُوا أحْسَنَ مَا أُنزَلَ إِلَيَكُم مّن رَّبّكُم من قَبل أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةًوَأنتُمْ لاتَشْعُرُونَ (55) أن تَقُولَ نَفْس يَا حَسْرتَى عَلَى مَا فَرَّطتُ في جَنبِ الله وَإن كُنتُ لَمنَ السَّاخِرِينَ (56) أو تَقُولَ لَوأَنّ الله هَدَاني لَكُنتَُ منَ المُتَّقِينَ (56) أوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَو أَنَّ ليِ كرّةفَأكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ[زمر:53-57. 

أخي.. الإنابةالإنابة.. قبل غلق باب الإجابة.. الإفاقة الإفاقة فقد قرب وقت الفاقة. ما أحسن قلق التواب.. ما أحلى قدوم الغياب ! ما أجمل وقوفهم بالباب ! 

أسأت ولم أحسن وجئتك تائباً *** وأنى لعبد من مواليه مهربُ

يؤمل غفراناً فإن خاب ظنه *** فما أحد منه على الأرض أخيبُ 


أخي.. غدكقريب.. فانظر ما قدمت له.. يَا أيُهَا الْذيِنَ آمَنُوااتَّقُوا الله ولْتَنظُرْنَفْس مَّا قَدَّمتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا الله إنَّ الله خَبِير بِمَا تَعْمَلُونَ[الحشر:18]. 
قال ابن كثير رحمه الله: ولتَنَظُر نَفْس مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍأي: ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وانظروا ماذاادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم.. واعلموا أنه عالم بجميع أعمالكم وأحوالكم لا تخفى عليه منكم خافية) [تفسير القرآنالعظيم:4/365]. 
قال إبراهيم التميمي رحمه الله: ( مثلت نفسي في الجنة آكل من ثمارها، وأشرب من أنهارها، ثم مثلت نفسي في النار آكل من زقومها،وأشرب من صديدها، وأعالج سلاسلهاوأغلالها، فقلت لنفسي أي نفس: أي شيء تريدين؟ قالت: أريد أن أرد إلى الدنيا فأعمل صالحاً. قال: قلت: فأنت في الأمنية فاعملي.
واعلم أخي أن خير زادك في الرحيل هو زاد التقوى.. وَتَزَوَّدُوا فَإنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى، وهي: اسم جامع لكل ما يحبه ويرضاه من القيام بفرائضه، والتزام أوامره، واجتنابنواهيه، والمسارعة إلى محابه. 
فصحح أخي مسارك.. وابذل جهدك لمعرفة حقيقة أعمالك.. أين تصرف نظراتك؟ وأين تخطوخطواتك؟ وبم تتكلم لفظاتك؟ وما هي آمالك وخطراتك؟

يا غافل القلب عن ذكرالمنيات *** عما قليل ستثوى بين أموات

فاذكر محلك من قبل الحلول به *** وتب إلى الله من لهو ولذات

إن الحمامله وقت إلى أجل *** فاذكر مصائب أيام وساعات

لا تطمئن إلى الدنيا وزينتها *** قد حان للموت يا ذااللب أن يأت



يقول ابن القيم رحمه الله: ( إن الغافل عن الاستعداد للقاء ربه والتزودلمعاده بمنزلة النائم بل أسوأحالاً منه، فإن العاقل يعلم وعد الله ووعيده.. لكن يحجبه عن حقيقة الإدراك، ويقعده عن الاستدراك سنة القلب وهي غفلته التي رقد فيها فطال رقوده.. وانغمس في غمار الشهوات، واستولت عليه العادات.. ومخالطة أهل البطالات.. ورضي بالتشبه بأهل إضاعة الأوقات، فهو في رقاده مع النائمين.. فمتى انكشف عن قلبه سنة الغفلة بِزَجرَة من زواجر الحق في قلبه، استجاب فيها لواعظ الله فيقلب عبده المؤمن.. ورأى سرعةانقضاء الدنيا.. فنهض في ذلك الضوء على ساق عزمه قائلاً: يَاحَسْرَتَى عَلَىمَا فَرَّطتُ فيِ جَنبِ اللهِ،فاستقبل بقية عمره مستدركاًبهاما فات، مُحيياً بها ما أمات، مستقبلاً بها ما تقدم له من العثرات[الروح لابن القيم:223

فاجعل أخي التقوى زادك.. واحذر الغفلة فإنها تًنسيك حقيقة سفرك.. وتغريك بزخرف الدنيا وتمنيك بالإقامة الزائفة..
وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

mouradmerzougui
الإدارة العامة
الإدارة العامة

عدد المساهمات : 953
تاريخ التسجيل : 11/06/2016

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى