تاونسيت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كل ما أحله الله طيب وكل ما حرمه خبيث

اذهب الى الأسفل

 كل ما أحله الله طيب وكل ما حرمه خبيث Empty كل ما أحله الله طيب وكل ما حرمه خبيث

مُساهمة من طرف mouradmerzougui السبت يونيو 18, 2016 2:39 am

الحقيقة ما هو الشيء الطيب؟ أو ما الحكم في تقييم الشيء طيباً أو غير طيب؟ العقل، عقل الآخرين في بلاد الغرب دعاهم إلى أن يأكلوا شيئاً خبيثاً، عقلهم دعاهم إلى أن يأكلوا لحم الخنزير، في بعض الشعوب يأتون بقرد حي يضعونه في صندوق، ويضعون في رقبته قيداً، ويقطعون طرف رأسه الأعلى، ويأكلون من دماغه بالملعقة وهو حي، إذا أردنا أن نقول: العقل حكم، في بعض البلاد يأكلون الثعابين، الحديث عن الطعام والشراب عند الشعوب حديث لا ينتهي، هناك طعام تخرج من جلدك إذا رأيته، لا الذوق مقياس ولا العقل مقياس، ولكن الشيء الطيب الذي أحله الله، والشيء الخبيث الذي حرمه الله، هذه هي القاعدة، لذلك عند العلماء قاعدة أصولية الحسن ما حسنه الشرع والقبيح ما قبحه الشرع، والعقل من دون وحي أعمى لا يصلح مقياساً أبداً.
كل ما أحله الله طيب وكل ما حرمه خبيث :
لذلك:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ * إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [ سورة البقرة: 172-173 ]

الطيبات: الرزق الحلال، كل ما أحله الله فهو طيب، وكل ما حرمه الله فهو خبيث، انتهى الأمر، من أنت؟ خالق الكون قال لك: كُل هذا ولا تأكل هذا، يعرضون أحياناً لحم الخنزير بطريقة مغرية، شرائح وقطع، ومفروز بحسب الأضلاع، لما قال الله عز وجل ولحم الخنزير إنما حرم عليكم الدم ولحم الخنزير، فلحم الخنزير خبيث هذا مقياس المؤمن، لك خالق هو الخبير، هو العليم، هو الحكيم، هو الذي ينفعك، هو الذي يعلم ما ينفعك وما يضرك، لذلك الطيبات ما أحله الله والخبائث ما حرمه الله.
سيدنا عمر بن عبد العزيز يقول: "المراد طيب الكسب لا طيب الطعام".
مثلاً لو جاء الإنسان بلحم من أعلى مستوى، وطبخه مع أعلى أنواع الأرز، ووضع السمن البلدي، ينفذ كلام الله: كلوا من طيبات، أطيب شيء اللحم مع الرز مع السمن البلدي، ماذا قال سيدنا عمر: "الطيبات هي المراد بطيب الكسب لا طيب الطعام"، أي مثلاً لو إنسان دخله حلال مئة بالمئة واشترى شيئاً من الطعام غير جيد، طعام درجة خامسة وأكله، هذا الطعام تنطبق عليه هذه الآية كلوا من طيبات ما كسبتم، لأن الطيب هو طيب الكسب لا طيب الطعام، وإذا الإنسان فرضاً له دخل حرام، دخل غير مشروع، واشترى أطيب طعام موجود في السوق، هذا طعام خبيث لا لذاته بل لأنه اشتري بمال حرام، نحن يوجد عندنا في الفقه قضية دقيقة نقول: هذا حرام لذاته أو حرام لغيره، فالإنسان إذا تناول لحم الخنزير نقول: تناول الحرام لذاته، أما إذا تناول لحم الضأن ولم يدفع ثمنه فنقول هذا العمل حرام لكن لغيره لا لذاته.
قول سيدنا عمر رائع "المراد طيب الكسب لا طيب الطعام"، يؤيده الحديث الشريف.

هو الذي يبين لكم، كلمة طيبات من يشرحها لنا؟ النبي الكريم أنزل عليه القرآن ليبين للناس ما نزل إليهم، يقول عليه الصلاة والسلام:
((أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إِلا طَيِّبًا وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ ( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ) وَقَالَ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ) ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ )) [ الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ]
في حالات الضرورة يأكل الإنسان من دون أن يبغي المعصية ويأكل الحد الأدنى:

﴿ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ ﴾
البغي: أن يأكل الميتة من دون حاجة، عاد: أن تأكل فوق الحد الأدنى، فمن اضطر غير باغ هو لا يبغي أن يأكل ما حرم الله، لا يبغي أن يأكل لحم الخنزير، لا يبغي أن يأكل الميتة إلا أنه مضطر يكاد يموت جوعاً، فمن اضطر غير باغ لا يبغي المعصية، يبغي أن يحافظ على حياته، ولا عاد من العدوان أكل حتى شبع، لا يجب أن تأكل ما يسد به الرمق، هذا معنى قول الله عز وجل:
﴿ فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [ سورة البقرة: 173 ]

هذه الآيات نستنبط منها إباحة الأكل من الطيبات للمؤمنين، وأنّ شكر الله واجب على المؤمنين، لأن نعم الله لا تعد ولا تحصى، والإخلاص في العبادة إن كنتم إياه تعبدون، والله جل جلاله حرم على عباده الخبائث وأحل لهم الطيبات، وفي حالات الضرورة تأكل من دون أن تبغي المعصية وتأكل الحد الأدنى لا الحد الأقصى.
والحمد لله رب العالمين

mouradmerzougui
الإدارة العامة
الإدارة العامة

عدد المساهمات : 953
تاريخ التسجيل : 11/06/2016

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى