تاونسيت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أين أنت من رمضان ؟

اذهب الى الأسفل

أين أنت من رمضان ؟ Empty أين أنت من رمضان ؟

مُساهمة من طرف mouradmerzougui الجمعة يونيو 17, 2016 2:15 am

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وبعدُ...
لطالما حدثنا أنفسنا باهتبال فرصة رمضان، ولكم منيناها بصلاحها فيه، ولطالما عاهدنا أنفسنا قبل دخوله بأوبةٍ حقةٍ، وتوبةٍ صادقةٍ، ودمعةٍ حارةٍ، ونفسٍ متشوقةٍ، ولكن كلما أتى قضى الشيطان على الأمنية، وخاست النفسُ الأمارةُ بالسوء بعهدها وغدرت، فثابت ليالٍ ورجعت أيام ثم عادت لسالف عهدها كان لم تغن بنور رمضان وضيائه.

وها نحن -أيها الأحبة في الله- ابام ويطالعنا شهرٌ وموسمٌ من الخير جديد فأيُ رمضانٍ يكونُ رمضانُك هذه المرة؟! هل هو رمضانُ المسوفين الكسالى؟! أم رمضان المسارعين المجدين؟!

هل هو رمضان التوبة أم رمضان الشِقِوة، هل هو شهرُ النعمةِ أم شهرُ النقمة؟!

هل هو شهر الصيام والقيام؟! أم شهر الموائد والأفلام والهيام؟!!

هذا ما يعتلج بالفؤاد ويدور بالخلد؟!

هاهو هلال رمضان اقترب. ايام ويطل علينا اشهر الكريم

أيام وليالي رمضان: نفحاتُ الخير ونسائم الرحمة والرضوان، فما ألذها من أيام معطرةٍ بالذكر والطاعة، وما أجملها من ليالٍ منورةٍ بابتهالات الراغبين وحنين التائبين.

رمضان: المنحةُ الربانية، والهبةُ الإلهية، قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ[البقرة:185].


شهرٌ يفوق على الشهور بليلةٍ *** من ألف شهر فُضّلت تفضيلا

طوبى لعبدٍ صحَ فيه صيامه *** ودعا المهيمنَ بكرةً وأصيلا

وبليله قد قامَ يختم وردَه *** متبتلاً لإلهه تبتيلا



رمضان: أشرُف الشهور، وأيامُه أحلى الأيام، يعاتبُ الصالحونَ رمضانَ على قلة الزيارة، وطول الغياب، فيأتي بعد شوقٍ ويَفِدُ بعد فراق فيجيبه لسان الحال قائلاً:


أهلاً وسهلاً بالصيام *** يا حبيبا زارنا في كل عامْ

قد لقيناك بحبٍ مفعم *** كُل حب في سوى المولى حرامْ

فاقبل اللهم ربي صومنا *** ثم زدنا من عطاياك الجسامْ

لا تعاقبنا فقد عاقبنا *** قلق أسهرنا جنح الظلام



رمضانَ فرصةٌ من فرصِ الآخرةِ التي تحمل في طياتها غفرانَ الذنوب وغسلَ الحوب!! وكم تمر بنا الفرص ونحن لا نشعر... هذه فرصة وما أعظمها، تحملُ سعادةَ الإنسان الأبدية فأين المبادرون، وأين المسارعون؟

إن الصيام هو المدرسة التي يتعلمُ منها المسلمون، ويتهذب فيها العابدون ويتحنث فيها المتنسكون..

فأيُ رمضان يكون رمضانك؟ وما هو استعدادك وما هي مراسم استقبالك له. فالناس في استقباله أقسام: فهل أنت من القسم الفرح بقدومه لأنه يزداد به قربى وزلفى إلى ربه جل وعلا، وهذا شأن المؤمنين: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ. قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 57-58]، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم على رأس هؤلاء، يقول ابن عباس رضي الله عنهما: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجودَ الناس، وكان أجودَ ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل في كل ليلة، فيدارسه القرآن، رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة" (متفق عليه).
جعل الله صيامنا صياما حقيقيا مقبولاً وجعله إيمانا واحتسابا إيمانا بما عنده، واحتسابا لثوابه، كما أسأله تعالى أن يجعلنا وإياكم وسائر المسلمين ممن صام الشهر، واستكمل الأجر، وفاز بليلة القدر، كما أسأله أن يجعلنا ممن يصومونه ويقومونه إيماناً واحتساباً. اللهم اكتب صيامنا في عداد الصائمين وقيامنا في عداد القائمين.
والحمد لله رب العالمين

mouradmerzougui
الإدارة العامة
الإدارة العامة

عدد المساهمات : 953
تاريخ التسجيل : 11/06/2016

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى